لعلني استعين بقصة قصيرة لاستهل بها حديثي :
القصة تبدأ عندما كان صديقان يمشيان في الصحراء، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب احدهما الآخر على وجهه والرجل الذي ضُرب على وجهه تألم لكنه لم ينطق بكلمة واحدة.
وكتب على الرمل: اليوم اعز اصدقائي ضربني على وجهي.
استمر الصديقان بالسير، وخلاله علقت قدم الرجل الذي ضُرب بالرمال المتحركة وبدأ بالغرق, فامسكه صديقة وأنقذه من الغرق، بعد ان نجا كتب على اجزاء من الصخرة: اليوم اعز اصدقائي انقذ حياتي.
الصديق الذي ضَرب صديقه وانقذه من الغرق.
سأل: لماذا في المرة الاولى عندما ضربتك كتبت على الرمال وفي الثانية عندما انقذتك كتبت على الحجر ؟
فأجابه صديقه: عندما يؤذيني احد اكتب على الرمال لكي تمسحه رياح التسامح ويمكن لها ان تمحوه، ولكن عندما يقدم لنا احد معروفا علينا ان نكتب ما فعله لنا على حجر حيث لا يوجد اي نوع من الرياح تستطيع ان تمسحه.
هذا حال جبهتنا اليوم لكمات تتلاحق من قبل التجمع الوطني وهي تكتب على الرمال.
الدافع الرئيسي لكتابة مقالي هذا هو حضوري لاجتماع حزب التجمع الوطني في القدس كمندوب عن الجبهة الطلابية، فكما عودتنا الجبهة فان الاحترام المتبادل بيننا هو شرط اساسي. خلال الاجتماع تفاجأت من التهجم الملحوظ للدكتور جمال زحالقة على الجبهة بالذات وعلى الاحزاب العربية الاخرى. مع العلم انه سبق وان اصطدمت بتهجمات كهذه لكن ما يميز هذا التهجم عنصران الاول كونه اعلن خلال مهرجان انتخابي حيث جرت العادة في مهرجان كهذا عرض مواقف سياسية والحث على امور فعلا مهمة وليس مهاجمة الجبهة!!. العنصر الثاني الذي للوهلة الاولى يعتبر مفاجئا لكن عند مراجعة تصريحات سابقة فان عنصر المفاجأة لا مكان لديه هنا وهو ان المتكلم هو رئيس كتلة التجمع الدكتور جمال زحالقة.
الدكتور جمال استهل حديثه بضرورة التصويت ورفع نسبة الاصوات في الوسط العربي ولكن سرعان ما تزحلق جمال وقال ما قال عن اتفاقية فائض الاصوات بين الجبهة والموحدة التي بموجبها يتم الحفاظ على كل صوت من الضياع. احد ادعاءاته كانت ان الجبهة رفضت دخول الكنيست في قائمة عربية واحدة بوجود الموحدة، فكيف يبرمون اليوم هذه الاتفاقية؟. والالعن قوله من الطبيعي حدوث ذلك لانهما حزبان متشابهان فكلاهما داعم لابو مازن!!. لعل هذا الحديث بحد ذاته يبين من عرقل الدخول بقائمة عربية واحدة او حتى دخول الجبهة والتجمع بقائمة واحدة. والذي اليوم يحاول ان يعرقل مسيرة الجبهة للدخول للكنيست. لم يمض الكثير من الوقت حتى عاود جمال وتزحلق مرة اخرى بحديثه عن عدم وضوح موقف الاحزاب العربية من الحرب على غزه. ومن منطلق الحفاظ على صورة الجبهة فان جبهتنا ليست مع فتح ولا مع حماس موقفنا واضح تجاه هذه القضية نحن مع شعبنا الشعب الفلسطيني.
ليستمر الاجتماع والكلام وتستمر معه تزحلقات الدكتور، لا .. مثلما يقال "هذا كلو كوم والتزحلقات السابقه كوم"، موقف الجبهة من اوسلو، موقف الجبهة من انابوليس، موقف الجبهة من ومن ومن . الا يمتلك التجمع مواقف ليعلن عنها ام ان الدكتور جمال يرى ان مواقف التجمع هو نقد مواقف الجبهة.
لست محايدا بطبيعة الحال، فأنا منحاز لمشروع الجبهة، ومن هنا اقول هذه الامور لم ولن تهز جبهتنا الشامخة بل ستزيد من قوتنا وعزمنا واصرارنا، لن اطلب منكم ما يكتب على الحجر يكفينى ان لا نجد شيئا نكتبه على الرمال. نحن بحاجة لتوجيه هذه اللكمات لكن ليست الجبهة عنوانكم الصحيح (عيب)، العنوان واضح لجميعنا. ومهما كانت التهجمات فجبهتنا ستبقى تسجل على الرمال.
(مصمص)